الخميس، 1 مارس 2018

لا يُغادِرُ .. مُطلقاً.


لا يُغادِرُ مطلقاً.
موجودٌ كعلقةٍ في أخمض الشريان الوريديّ، متشبّث بكل خليةٍ سابحة. لا يُغادِرُ مطلقاً.
يرنو .. يئنُّ .. يأبى الخضوع لرغبتي الخالصة في الحياة .. ثم ينأى عميقاً، أبعد عنّي وأقربَ إليّ. لا يُغادِرُ مُطلقاً.
أستعيدُ رزانتي، أقيم صلواتي الخاصّة عليّ، مِنّي .. وإليّ. لا يُغادِرُ مُطلقاً.
أعلو .. أنتفضُ وأُغنّي .. أُراقص أصابعي على سيمفونية بيتهوفن التاسعة. لا يُغادِرُ مُطلقاً.
بموجةً لا يُخطأها الترددُ، أستمع إليّ، كل مرة كالمرة الأولى، أُريح كفّي على عتبةِ دواخلي: أنا لي .. أنا لي.
لا يُغادِرُ .. مُطلقاً.
أسير في سراطٍ شخصنتهُ حديثاً. أضرب الأرض بقدمي: هذه خريطتي .. خُطاي .. وخطيئتي.
لا يُغادِر .. لَم يُغادِر.
أثق كفاية لكيلا أبحث عنّي، أعرفني. حقّقتني. خلقتُ خنصري وربضتني مرّتين لأرسخ.
يرنو .. يُبددني رويداً .. يُخرج سبابته ليرسم قرنينِ متعاكسين على شفتي. شعّثني .. بلّدني .. وبدّدني.
لا يُغادِرُ .. مُطلقاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق